الصراع من أجل البقاء، ليست فكرة خيالية في فيلم هوليودي، بل واقعاً معاشاً يتجسد في مدينة الحديدة بشكل خاص، وتهامة بشكل عام، الجغرافيا المستلبة والإنسان المهدور، لعقود وهذه الأرض الخصيبة تقاوم عوامل التجريف والتهميش والتهبيش.
توالت النكبات وتجمعت العذابات بين خطر الإنسان وتهديد المناخ؛ صحت فجأة من غفوتها على تدفق أمطار مخيفة على غير عادة بعد انقطاعها لعشرات السنين، طمرتها السيول وغمرتها الفيضانات، جرفت الحياةُ على أبنائها، الحياةَ المهدورة المعرضة للخطر،مزقت أمانهم الباهت، صاروا في ظرف ساعات بلا مأوى ولا كساء وسط العراء، يتشبثون بقشة نجاة في الجروف وأعالي السهول.
الخسائر أكبر من المتوقع: عشرات المتوفيين، أضعافهم من المفقودين ، مئات من المشردين، محاصيلهم أتلفت، مساكنهم تلاشت. وحيواناتهم نفقت.
طوفان وبؤس، إهمال وتهميش، فقر وعوز، إهدار وتشرد، نقمة مستديمة وكارثة إنسانية.
لا منقذ ولا مغيث،
صمَّت المليشيات آذانها عن إنقاذهم وتجاهلت صرخاتهم بعد أن عاثت نهباً وسلباً في ممتلكاتهم لأكثر من عقد من الزمن، عجز تام عن القيام بمسؤوليتها كسلطة أمر واقع لكنها عصابة تفتقر لأدنى مقومات الإنسانية والاهتمام برعاياها.
الحكومة الشرعية يقع على عاتقها جزء من مهمة الإنقاذ كونها السلطة المعنية بالحفاظ على المواطن اليمني المقهور في قبضة الانقلاب.
بعد هذا يأتي الدور على منظمات الإغاثة والهلال الأحمر والمؤسسات الخيرية المناط بها تخفيف هذا الشقاء التهامي، وجبر الضرر الفيضاني، وتجنيب الأرض والإنسان ويلات الهلاك وعذابات الضياع نصرة لإنسانيتنا وإعانة لأبناء جلدتنا .
تهامة تستغيت،، تهامة تستنجد،، تهامة تغرق،، فهل من مجيب.