حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر تفشي الأمراض المنقولة بالمياه في محافظة الحديدة، غربي اليمن، نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات الجارفة التي ضربتها مؤخرًا، والتي أدت إلى مقتل وفقدان 35 شخصًا وتشريد العديد من السكان، معظمهم من النازحين داخليًا.
وقالت المنظمة في بيان صحفي: "تم الإبلاغ عن أضرار جسيمة في القرى في جميع أنحاء المحافظة، حيث تشير التقارير الأولية إلى أن إحدى القرى قد جرفتها الفيضانات بالكامل. غمرت المياه الشوارع والمنازل، مما أجبر السكان على الانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا. كما حدث انقطاع كامل أو جزئي للتيار الكهربائي".
وأضافت: "غمرت المياه أيضًا مستشفى باجل والمراكز الصحية في مديريات المراوعة والزيدية والزهرة، ولحقت أضرارا جسيمة بمركز السل، حيث دمرت جميع المعدات والأدوية فيه.
كما أبلغت عدة أقسام في مستشفى الثورة، أحد مستشفيات الإحالة الرئيسية في المنطقة، عن وقوع أضرار.
وأشارت إلى أن زيادة المياه الملوثة وتدهور خدمات الصرف الصحي يرفعان من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه.
وتابعت: "تخلق المياه الراكدة التي خلفتها الفيضانات بيئة خصبة لتكاثر البعوض، مما يثير مخاوف بشأن احتمال تفشي الأمراض التي تنقلها الحشرات مثل الملاريا وحمى الضنك. تشكل هذه المخاطر الصحية تهديدًا كبيرًا للسكان الأكثر ضعفًا".
ونقل البيان عن رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية في اليمن، أرتورو بيسيغان، قوله: "في البلدان المتأثرة بالنزاعات مثل اليمن، تكون آثار تغيّر المناخ جسيمة بشكل خاص. إن تراكم آثار النزاعات المستمرة مع الكوارث المرتبطة بالمناخ، مثل الفيضانات والظواهر المناخية الشديدة، يؤدي إلى تفاقم مواطن الضعف الحالية. تدمير الملاجئ وتقييد الوصول إلى الخدمات الأساسية بسبب الفيضانات سيؤثر على العديد من الناس في اليمن، مما يجعل التعافي من آثار النزاع أمرًا أكثر صعوبة بالنسبة للمجتمعات".
وأكد بيسيغان: "هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة ومعالجة التبعات طويلة الأجل لتغير المناخ في البلاد".
وبحسب البيان، أرسلت منظمة الصحة "35 مجموعة طوارئ صحية أساسية مشتركة بين الوكالات، و15 مجموعة تطعيم ضد الحصبة، وإمدادات طبية أخرى إلى الحديدة للاستجابة للوضع الصحي الناجم عن الفيضانات الشديدة".
وكانت قد دعت الحكومة اليمنية جميع الشركاء الإقليميين والدوليين من الدول والمؤسسات المالية والمنظمات الدولية والإنسانية إلى دعم جهودها في التصدي للأضرار الناجمة عن المنخفض الجوي الذي يضرب محافظتي الحديدة وحجة حالياً وتسبب في هطول أمطار غزيرة أدت إلى فيضانات وسيول في المحافظتين مما ألحق أضراراً جسمية في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
والأسبوع الماضي، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن إن الأمطار الغزيرة والسيول تسببت في وفاة 10 أشخاص وإصابة 14 آخرين، أثرت على أكثر من 158 ألف شخص في اليمن منذ بداية 2024 وحتى 28 يوليو.
وتشهد البلاد تدهوراً كبيراً في البنية التحتية، الأمر الذي زاد من تأثير الفيضانات على السكان في أغلب المحافظات اليمنية.