#تقارير_مسار - عامر دعكم
تتصاعد آمال أبناء تعز بأن تنعكس زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، إلى المحافظة، إيجابًا على مستوى الخدمات والأوضاع ومعركة استكمال محافظتهم التي عانت الإهمال والخذلان الحكومي طيلة السنوات الماضية، مع أنه لا يختلف اثنان على أن تعز المُحاصرة والعصية عن الانكسار، تعدّ أكثر المحافظات اليمنية تضحية في معركة استعادة الدولة، وقدّمت الغالي والنفيس ضريبة وقوفها حاجزًا منيعًا أوقف زحف المشروع الإيراني.
وظهر اليوم الثلاثاء، وصل إلى تعز رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ومعه عضو المجلس عبدالله العليمي وعثمان مجلي، والعديد من القيادات العسكرية، وسط استقبال رسمي وشعبي واسع، حيث اصطف المواطنون على طول الطريق من مدينة التربة مرورًا بالنشمة ونجد قسيم والضباب، وصولًا إلى مدينة تعز.
وتعد هذه الزيارة الرفيعة أول زيارة لرئيس الدولة إلى المحافظة منذ نحو 15 سنة، كما أن العليمي يُعد أول حاكم لليمن من تعز، منذ أكثر من ستة قرون، وهو ما يُفسّر جانبًا من الابتهاج الشعبي بقدوم رمزية الدولة إلى المحافظة.
وحظيت زيارة الرئيس العليمي إلى تعز بترحيب واحتفاء كبيرين وتناولات واسعة، باعتباره يمثل رمزية الدولة التي تستوجب التمسك بها، وسط دعوات لضرورة استغلال هذه الزيارة بشكل فعّال لتحقيق مكاسب حقيقية للمدينة التي ظلت تعاني خلال عقد كامل من الصمود الأسطوري.
ويتطلع أبناء تعز إلى أن تكون هذه الزيارة الرئاسية استثنائية بحق، تحمل معها البشرى بمستقبل أفضل للمحافظة، على مستوى الخدمات ومعالجة الاختلالات وتصحيح الأوضاع، وإلزام السلطة المحلية بأداء مهامها كما يجب وإقالة الفاسدين وتعيين شخصيات ذات كفاءة، وبما يليق بتضحيات المحافظة المحاصرة منذ عشر سنوات.
جانب من معاناة تعز
وخلال الفترة من 31 مارس 2015 إلى 30 يونيو 2024، قتلت مليشيا الحـ ـوثي 4146 مدنيا، بينهم 891 طفلا و 466 إمرأة، كما أصابت 18065 آخرين، بينهم 2176 طفلا و 2669 امرأة، كما قتل بالألغام الحوثية 781 مدني وأصيب 1308 آخرين، وفق شعبة التوجيه المعنوي بمحور تعز وتقارير حقوقية، بينها مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان.
ودمرت المليشيا الحـ ـوثية 617 من المباني العامة تشمل مؤسسات وهيئات ومدارس، و 3617 من الممتلكات الخاصة، وفق ذات المصادر.
وتسببت الحرب والحصار الحـ ـوثي على تعز بتدهور الأوضاع الإنسانية لمواطني المحافظة الذين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والماء والدواء، بالإضافة إلى انقطاع الخدمات الأساسية وعلى رأسها الكهرباء والمياه، وهو واقع يستوجب على الحكومة أن تبذل جهودها في الوقوف إلى جانب المحافظة.
تطلعات المواطنين
وبالتزامن مع زيارة الرئيس العليمي إلى تعز، التي يعتبرها مراقبون زيارة نوعية ومخاطرة جريئة باعتبار المدينة محاصرة من المليشيا الحـ ـوثية من ثلاث اتجاهات، تصاعدت آمال المواطنين بأن ينتج عن هذه الزيارة ميلادًا جديدا للخدمات الغائية منذ اندلاع الحرب، وتحسنًا للأوضاع العامة.
يقول الكاتب والناشط السياسي عبدالحميد المجيدي، إن زيارة الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي لتعز تكتسب أهمية كبيرة، رغم أنها جاءت متأخرة نوعا ما، حيث عانت المحافظة الإهمال لعقود مضت وما زالت تعاني جراء الحرب والهجمات الحوثية الوحشية والحصار الهمجي".
وأضاف المجيدي لـ"مسار للإعلام" : هذه الزيارة للمحافظة الصامدة في وجه مليشيات الغدر والخيانة والإرهاب نتطلع إلى أن يكون لها بصمة واضحة المعالم ونقلة نوعية لحلحلة مشاكل واحتياجات المحافظة بشكل عام وتقديم حلول عاجلة لها، ونتطلع لمساواة تعز في تقديم الخدمات العامة وفي مقدمتها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم وغيرها أسوة ببقية المحافظات المحررة التي تخصص لها ميزانيات معتمدة من الحكومة".
وأعرب المجيدي عن أمله أن تلامس زيارة رئيس البلاد ملف الجيش الوطني والأمن، كون هاتين المؤسستين بحاجة للكثير من الدعم، بما فيه الدعم المالي من خلال تحسين الراتب ومساواته ببعض بمرتبات الوحدات العسكرية في المناطق المحررة، وكذلك دعم الجيش بالسلاح والعتاد لاستكمال عملية تحرير تعز من مليشيات الحـ ـوثي الإجرامية.
ملفا الجرحى والشـ,ـهداء
من جانبه، قال الجريح هزام السامعي، إنه يرحّب بالرئيس رشاد العليمي، ويأمل منه أن يولي اهتماما خاصًا بجرحى تعز الذين ظلوا يعانون الإهمال والخذلان خلال السنوات الماضية.
وأضاف الجريح السامعي ل"مسار للإعلام"، نريد تسفير الجرحى الذين بحاجة للعلاج في مراكز متخصصة في الخارج، وكذلك معالجة من يحتاج للعلاج في الداخل، والاهتمام الخاص بالجرحى المشلولين وكذلك مبتوري الأطراف".
وتابع السامعي: كما أننا نأمل من الرئيس العليمي أن يوجه بترقيم الجرحى غير المرقمين، واعتماد ترقيات عاجلة للشهداء والجرحى مع التعزيز المالي، فهؤلاء قد ضحوا بأرواحهم ودمائهم وأطرافهم وأجزاء من أجسامهم، ويجب على الرئاسة والحكومة أن تمنحهم نوعًا من الاهتمام، نظير تضحياتهم منقطعة النظير في معركة الكرامة.
وبهذا الخصوص، قال الناشط عبدالحميد المجيدي، لا يخفى على الرئاسة والحكومة الجرح الغائر والملف المهمل وهو ملف الشهداء والجرحى الذين ضحوا بأرواحهم وأجسامهم دفاعا عن الوطن، ومن غير المعقول أن هذه الشريحة لا تستوفي حقوقها وهي التي ضحت وجادت بأرواحها دفاعا عنا جميعا.
ويأمل أبناء تعز بأن تشكل زيارة الرئيس العليمي للمحافظة بارقة أمل ومنعطفًا إيجابيا، لا سيما أن الرئيس هو ابن تعز يعرفها ويعرف متطلباتها واحتياجاتها، وعليه أن يفي ولو بالحد الأدنى من الاحتياجات ومطالب مواطني المحافظة التي عانت كثيرًا، جراء الحرب والحصار والخذلان، طيلة السنوات الماضية.
#مسار_للإعلام
➖➖➖